منتدى متوسطة الشهيد غربي محمد بالخميس


أهلا بك زائرنا الكريم .

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى متوسطة الشهيد غربي محمد بالخميس


أهلا بك زائرنا الكريم .

منتدى متوسطة الشهيد غربي محمد بالخميس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى متوسطة الشهيد غربي محمد بالخميس

منتدى كل الجزائريين

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة

»  منطقة القبائل
نحو تدبر القرآن والعمل به Emptyالسبت 14 مايو 2016, 01:26 من طرف admin

» bem 2016a jour le 24 mai 2016
نحو تدبر القرآن والعمل به Emptyالأربعاء 10 فبراير 2016, 21:08 من طرف khanssa

» happy new year 2016
نحو تدبر القرآن والعمل به Emptyالخميس 31 ديسمبر 2015, 19:12 من طرف khanssa

» اغنية تعالي ليا اهاب امير
نحو تدبر القرآن والعمل به Emptyالأحد 20 ديسمبر 2015, 15:11 من طرف khanssa

» ثلاث الاوائل لسنوات الرابعة متوسط
نحو تدبر القرآن والعمل به Emptyالأحد 20 ديسمبر 2015, 14:58 من طرف khanssa

» عيد اسقلال اول نوفمبر 2015
نحو تدبر القرآن والعمل به Emptyالسبت 31 أكتوبر 2015, 22:08 من طرف khanssa

» جمعة مباركة
نحو تدبر القرآن والعمل به Emptyالجمعة 24 يوليو 2015, 11:20 من طرف khanssa

» عيد فطر سعيد
نحو تدبر القرآن والعمل به Emptyالإثنين 20 يوليو 2015, 14:48 من طرف khanssa

» كشف نقاط الطالبة المتحصلة على اعلى نتيجة في الباكالوريا
نحو تدبر القرآن والعمل به Emptyالخميس 16 يوليو 2015, 01:17 من طرف khanssa

facebook

https://www.facebook.com/

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 422 بتاريخ الثلاثاء 13 أغسطس 2019, 10:42

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

    نحو تدبر القرآن والعمل به

    admin
    admin
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 276
    نقاط : 31525
    المستوى : 6
    تاريخ التسجيل : 22/02/2011
    العمر : 61
    الموقع : www.cemgharbi.ahlamontada.com

    نحو تدبر القرآن والعمل به Empty نحو تدبر القرآن والعمل به

    مُساهمة من طرف admin السبت 04 مايو 2013, 05:16

    بسم الله الرحمن

    الرحيم








    السلام عليكم ورحمة
    الله
    وبركاته








    الحمد لله ، نحمده و نستعينه ،
    و

    نستغفره ، و نعوذ

    بالله








    من شرور انفسنا و من سيئات
    أعمالنا

    ، من يهده الله فلا مضل

    له








    و من يضلل فلا هادي له ، و
    أشهد أن

    لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن

    محمدا








    عبده و رسوله صلى الله عليه و
    على

    آله و أصحابه و من

    تبعهم








    بإحسان الى يوم الديـــن و

    سلم
    تسليما كثيرا ، أما

    بعد





    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]











    نحو تدبر القرآن والعمل به ..هو
    الحل















    القـــرآن هـــادي البشرية ومرشدها

    ونور الحياة
    ودستورها، ما من شيء يحتاجه البشر

    إلا
    وبيَّنه
    الله فيه نصاً أو إشارة أو إيماءاً، عَلِمه
    مَنْ عَلِمه، وجهله

    من جهله
    .ولذا اعتنى بــــه صَحْبُ الرسول صلى الله
    عليه وسلم

    وتابعوهم تلاوة وحفظاً وفهماً وتدبراً وعملاً. وعلى ذلك سار سائر السلف.
    ومع
    ضعف
    الأمة في عصورها المتأخرة تراجع الاهتمام بالقرآن وانحـســر حتى
    اقتصر
    الأمر عند  غالب المسلمين على حفظه وتجويده وتلاوته فقط بلا تدبر ولا فهم
    لـمـعانيه
    ومراداته، وترتب على ذلك ترك العمل به أو التقصير في ذلك، "وقد أنزل

    الله الـقــرآن
    وأمــرنــا بـتـدبــــره، وتكفل لنا بحفظه، فانشغلنا بحفظه

    وتركنا تدبره
    "









    ابن القيم

    يقول
    :








    "أهل
    القرآن هم العالمون به،

    العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب-، وأما من حفظه
    ولم يفهمه ولم
    يعمل
    بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم" هذا الموضوع
    يحتاج
    إلى بسط،
    يحتاج إلى وقفة طويلة، ويحتاج إلى مزيد من العناية؛ لأنه يلاحظ
    على
    كثير من طلاب
    العلم هجر القرآن، هجر القرآن، كثير من الإخوان نعم، قد
    تجده حافظ
    حرص في أول
    عمره على حفظ القرآن ثم ضمن الحفظ وترك القرآن يكفي
    هذا؟ لا
    يكفي
    .








    وتجد بعض الإخوان -مع الأسف
    الشديد-

    عوام المسلمين أفضل منه بالنسبة لكتاب الله، بعض الناس لا يفتح المصحف
    إلا
    إذا
    قُدر أنه حضر قبل الإقامة بدقائق بدل ما يضيِّع الوقت يقرأ القرآن،
    فالقرآن
    كأنه
    عنده فضلة على الفرغة، وبعض الناس من رمضان إلى رمضان؛ لكن
    الإنسان إذا
    التزم
    ورداً معيناً لا يفرط فيه سفراً ولا حضراً، وقد عرفنا من
    الناس وهو مسافر
    في طريقه
    من بلد إلى بلد إذا جاء وقت الورد على جنب، يقرأ
    حزبه إذا انتهى واصل
    سفره، الدنيا
    ملحوق عليها يا أخي، ما هناك أمر يفوت،
    المسألة أنفاس معدودة
    بتتوقف مثلما انتهت،
    وخير ما تصرف فيه الأعمار كتاب
    الله -جل
    وعلا
    -.








    هو الكتاب الذي من قام يقرأه
    ***

    كأنما خاطب الرحمن

    بالكلمِ








    كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه،
    فيه

    حلول لجميع المشاكل، فيه عصمة من الفتن، والناس أحوج ما يكونون في هذه

    الظروف
    إلى الرجوع إلى كتاب الله -جل
    وعلا
    -.








    على كل حال بعض الناس يشق عليه
    جداً

    أن يرتل وتعود الهذ هذا يهذ ما في بأس؛ لكن على ألا يهمل التدبر، لا أقول:

    مع
    الهذ لأن هذا ما يصل إليه إلا بعد مراحل؛ لأنا عرفنا أناس يقرؤون القرآن
    في
    يوم
    ويبكون من قراءته، هؤلاء تجاوزوا مراحل، هذا الشخص اللي في البداية
    ويقول:
    الترتيل
    صعب عليه..؛ لأن بعض الناس إذا عرف النتيجة والمحصلة التي
    قرأها في هذا
    اليوم خمسة
    أجزاء، ستة، عشرة، نشط؛ لكن إذا رتل وتدبر في
    النهاية جزء هذا يكسل،
    نقول: هذا لا
    بأس هذّ، وحصّل أجر الحروف، وخلّي لك
    ختمة تدبر، ولو كانت في السنة
    مرة، اقرأ في
    هذا اليوم ورقة واحدة بالتدبر،
    وامش على
    طريقك
    .








    الحافظ ابن كثير -رحمه الله
    تعالى-

    ترجم لشخص يقرأ القرآن في ثلاث، ديدنه عمره كله، وله ختمة تدبر أمضى
    فيها
    عشرين
    سنة، وبقي عليه أقل من جزء من القرآن، توفي ولما يكملها، فلا هذا
    ولا ذاك،
    يعني
    المسألة تحصيل الحروف والنشاط لقراءة القرآن يحصل بالهذ بلا
    شك، لاسيما من
    تعود
    عليه، والتدبر يجعل له وقت ولو يقرأ في كل يوم ورقة
    واحدة بالترتيل
    والتدبر
    والتفكر والاستنباط، ويتفهم كلام الله، ويراجع على
    هذه الورقة ما يعينه
    على فهم
    كتاب الله -جل وعلا-، نعم في حديث: ((لا يفقه
    من قرأ القرآن في أقل من
    ثلاث)) حمله
    أهل العلم على من كان ديدنه ذلك، وأما
    من استغل الأوقات الفاضلة،
    والأماكن الفاضلة
    في أوقات المضاعفات مثل هذا لا
    يتناوله مثل هذا
    الحديث
    .








    على أن الناس يتفاوتون في هذا،
    يعني

    إذا وجه هذا الكلام لعموم المسلمين نعم لعموم المسلمين لا يفقهون إذا
    قرؤوا،
    لكن
    شخص متفرغ لقراءة القرآن، يقول: أنا عندي استعداد أجلس بعد صلاة
    الصبح
    وأقرأ
    خمسة أجزاء، وأجلس بعد صلاة الظهر واقرأ خمسة، وأجلس بعد صلاة
    العصر وأقرأ
    خمسة
    نعم من غير مشقة بحيث يختم في يومين، نقول: لا يا أخي أنت
    خالفت الحديث لا
    تقرأ
    الظهر، اترك القراءة على شان تختم في ثلاثة أيام، هذا
    حل؟ هل هذا مراد
    النبي -عليه
    الصلاة والسلام- من هذا الحديث؟ نعم، نعم يحل
    المسألة لو قيل له:
    اقرأ القرآن،
    اقرأ بدل خمسة بعد صلاة الصبح ثلاثة، بس
    على الوجه المأمور به، بعد
    صلاة الظهر بدل
    خمسة اقرأ ثلاثة، أما أن يقال له:
    اترك القراءة في وقت من هذه
    الأوقات لتقرأ
    القرآن في ثلاث ما هو بهذا المراد
    قطعاً،
    نعم
    .








    أما الذي يستطيع أن يقرأ
    القرآن على

    الوجه المأمور به ويكون ديدنه، قراءة ترتيل وتدبر ولو قلت قراءته هذا
    أفضل،
    هذا
    أفضل واختيار أكثر أهل العلم؛ لكن بعض الناس ما يستطيع يقرأ
    بالترتيل،
    الذي تعود
    على الهذ ما يستطيع يقرأ بالترتيل، لا بأس يقرؤه في
    شهر، إيش المانع؟
    يقرأ على
    الوجه المأمور به كل يوم جزء أنفع له بكثير، أنفع
    لقلبه؛ لأن هذه الطريقة
    هي
    المحصلة للإيمان واليقين كما قال شيخ الإسلام،
    وهذا هو الذي..، أُنزل القرآن
    من
    أجل هذا؛ لكن من فضل الله -جل وعلا- أنه
    رتّب الأجر على مجرد النطق بالحروف،
    إذا
    فاته طريقة أدرك طرائق -إن شاء الله
    تعالى-، وهو على خير على كل
    حال
    .
     


      القرآن تدبره والعمل به




    الخطبة الأولى :

    (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) ، و (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) ، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنْ محمداً عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد :

    أيُّها النَّاس ، اتقوا الله تعالى ، واشكروه على نعمته العظيمة التي أعظمها بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا القرآن العظيم ، قال الله سبحانه وتعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، فالله سبحانه وتعالى اختار هذه الأمة ، اختار منها هذا الرسول ، وأنزل عليها هذا القرآن ، لتكون حاملةً لشرعه والدعوة إليه لعلمه سبحانه وتعالى بأهلية هذه الأمة قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ، كانت حالة العرب قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حالةً مزرية ، كانوا لا يقرؤون ولا يكتبون ولذلك سماهم الله بالأمَّيين ، لأن الأمَّي هو الذي لا يقرأ ، وليس لهم كتاب من عند الله عز وجل ، ما أنزل عليهم من كتاب كما أنزل على اليهود والنصارى وأصحاب الديانات السماوية ، بل كان العرب أتباعاً لغيرهم ، ولا يعتبر لهم قيمة ، فالله سبحانه وتعالى بعث فيهم رسوله ، وأنزل عليهم كتابه ، فصاروا علماء فقهاء حلماء سادوا العالم بأجمعه ، فصار العالم تبعاً لهم ويتعلمون منهم : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ) وهو القرآن (وَيُزَكِّيهِمْ) يطهرهم من الشرك والكفر (وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) الكتاب هو القرآن ، والحكمة هي الفقه في دين الله عز وجل ، (وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ) أي : قبل بعثة هذا الرسول (لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء ، كانوا أحط الأمم لا يقام لهم وزن ، وليس لهم قيمة بين الناس ، فلما بعث الله هذا الرسول فيهم وأنزل عليهم هذا الكتاب وفقهوه وعملوا به ، صاروا أساتذة الدنيا علماً وعملاً وجهاداً ودعوةً إلى الله سبحانه وتعالى ، فأنعم الله بذلك عليهم نعمة عظيمة يجب عليهم أن يشكروها وأن يقوموا بهذا القرآن كما قام به أسلافهم الذين سادوا العالم ، يقوم به متأخر وهم كما قام به أسلافهم هذا الواجب على هذه الأمة المحمَّدية ، أن لا تتخلى عن مهمتها فإن تخلت عن مهمتها عادت إلى حالتها في الجاهلية وصاروا أتباعاً لأعدائهم وأتباعاً للأمم السابقة أو الأمم المجاورة كما هو الواقع اليوم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فلا عزَّ لهذه الأمة ولا دولة لهذه الأمة إلا بالقيام بهذا القرآن العظيم تعلماً وتعليماً وتفقهاً وتدبراً وعملاً به ؛ ولكن الواقع اليوم في كثير من المسلمين هو العكس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فلما تركوا هذه النعمة تكاسلوا عنها هانوا عند الله وهانوا عند الناس ، وذهبت عزتهم ومكانتهم ، ولا تعود إليهم إلا بالعود إلى هذا القرآن الكريم والعمل به ، والجهاد بهذا القرآن ، قال الله جل وعلا: (فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ) أي : هذا القرآن (جِهَاداً كَبِيراً) ؛ ولكن كما ذكر الله سبحانه وتعالى مما يكون من حالة هذه الأمة مع القرآن قال جلَّ وعلا : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) أي : تركوه ، الهجر هو الترك فتركوا القرآن الذي به عزهم وقوتهم وشرفهم كما قال جلَّ وعلا : (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) أي : شرفكم وذكركم في الناس (فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) ، وقال جلَّ وعلا : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) سوف تسألون عن هذا القرآن الذي أهملتم العمل به ، وسوف تسألون يوم القيامة أمام الله سبحانه وتعالى : (إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) والهجر هو الترك ، وهو يتنوع ، فمنه الهجر تعلم القرآن تعليم القرآن ، ومنه هجر التلاوة يتعلمونه ويحفظونه ولكن لا يتلونه ويرددونه في صلواتهم وفي عبادتهم وفي خلواتهم وفي مساجدهم وفي حالاتهم لا يتلون القرآن ولا يستمعون إليه ، وإنما يستمعون إلى اللهو واللعب والأغاني والضحك والتمثيليات والسُخريات وما أشبه ذلك ، هل يليق بالمسلم أن يكون كذلك ؟ فهم هجروا تلاوة القرآن ، وكذلك من هجر القرآن عدم التفقه في معانيه وتدبره : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) ، (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) ، (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) فلابد من التدبر لهذا القرآن ، القرآن لا يردد على اللسان يتغنى به ويرتل ويزين به الصوت فقط وإنما يتدبر ويتفهم معانيه ، ثم أيضاً لا يكفي هذا لابد من العمل به ، أمَّا من يقيم حروف القرآن ويتقن التلاوة ولكن لا يعمل به فهذا ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم : "إنهم يقيمون القرآن إقامة السهم ولكن لا يتجاوزون حناجرهم" ، إنما يشغلون به ألسنتهم فقط تلاوةً واحترافاً ومباهاة ، وأما العمل به فقليلٌ من يعمل به ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وكذلك من هجر القرآن هجر الحكم به في المحاكم ، لأن الله أنزله حكماً بيننا فيجب أن يكون الحكم بهذا القرآن عند المسلمين ، لا يستوردون القوانين الطاغوتية ويحكمون بها : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) ، (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ، عندنا القرآن هو الحكم بيننا فيما تنازعنا فيه لا في الخصومات فقط ، بل وفي المذاهب والأقوال والاجتهادات والمقالات ، لابد أن نحكم القرآن ونرجع إليه ونتبع القرآن في كل ما اختلفنا فيه لا في الخصومات فقط ، لا يكفي هذا ، بل لابد أن نحكمه في العقائد ، لابد أن نحكمه في السلوك والأخلاق ، لابد أن نحكمه في التعامل فيما بيننا ، لابد أن يكون القرآن هو الحكم بيننا في كل شيء من أمورنا ولا نحكمه في ناحية دون أخرى ، لأن هذا من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه ، فالذي حكم القرآن في جانب ويتركه في جانب آخر أو في جوانب ، هذا من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ، لابد أن يكون القرآن حاكماً في كل شؤوننا وأمورنا ، فلابد أن يحكم القرآن عند المسلمين في كل ما اختلفوا فيه ، وأن يرجع إليه ، فمن كان الدليل معه يؤخذ به ، ومن كان مخالفاً للدليل يرد قوله ولا عبرة به ، هذا هو واجبنا نحو القرآن ، وكذلك يحكم القرآن في الاستدلال ، فلا نستدل بعلم الكلام وعلم المنطق على أمور العقيدة ونترك القرآن والسنة كما عليه علماء الكلام والمناطقة في عقائدهم المبنية على الجدل ولا يرجعون إلى القرآن في عقائدهم ، فهذا كله من هجر القرآن العظيم ، فعلينا أن نرجع إلى الله ، وأن نتمسك بهذا الكتاب في كل شؤوننا ، في كل حياتنا ، في كل تصرفاتنا ، يكن هذا القرآن حكماً بيننا في كل ما اختلفنا فيه من عقائدنا ، ومن خصوماتنا ، ومن مذاهبنا لابد أن نحكم هذا القرآن لأن الله أنزله للحكم به فيما اختلفنا فيه : (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعنا بما فيه من البيان والذكرِ الحكيم ، أقولٌ قولي هذا واستغفرُ الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم .

     

    الخطبة الثانية :

    الحمد لله على فضله وإحسانه ، وأشكروه على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، وسلم تسليماً كثيرا ،   أما بعد :

    أيُّها الناس ، اتقوا الله تعالى ، إن تعليم القرآن اليوم ولله الحمد قد انتشر في جمعيات القرآن ، وفي المدارس ، مدارس تحفيظ القرآن ، انتشر التحفيظ تعليم القرآن ، وهذا عمل جليل ويُبشر بخير؛ ولكن لا يكفي أن نقتصر على تعلم القرآن وتعليمه ، بل لابد وكما سبق لابد من خطوات أخرى مع القرآن ، أعظمها إتباع القرآن والعمل به وإلا فمن حفظ القرآن وأتقنه وجود تلاوته ولكنه لا يعمل به فإنه يكون حجة عليه ويوم القيامة ، أمَّا من تمسك به وسار على نهجه وعمل به فإنه يكون حجة له عند الله سبحانه وتعالى ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ" ، لابد من أحد الأمرين إن عملت به صار حجة لك ، وإن لم تعمل به صار حجة عليك عند الله سبحانه وتعالى ، والله جلَّ وعلا قال لرسوله : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) من بلغه القرآن قامت عليه الحجة ، وتمت عليه النعمة ، وهو مسئول عن ذلك يوم القيامة .

    فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله ، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور مُحدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، وعليكم بالجماعة ، فإنَّ يد الله على الجماعة ، ومن شذَّ شذَّ في النار.

    (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين ، الأئمةِ المهديين ، أبي بكرَ ، وعمرَ ، وعثمانَ ، وعليٍّ ، وعَن الصحابةِ أجمعين ، وعن التابِعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين .

    اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مستقراً وسائر بلاد المسلمين عامةً يا ربَّ العالمين ، اللَّهُمَّ من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه ، واردد كيده  في نحره ، واجعل تدميره في تدبيره إنَّك على كل شيء قدير ، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا ، وولِّ علينا خيارنا ، واكفنا شر شرارنا ، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا ،  واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين ، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان يا رب العالمين ، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .

    عبادَ الله ، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) ، فاذكروا الله يذكركم ، واشكُروا نعمه يزِدْكم ، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024, 01:02